الحكومة تراهن على نهاية الشهر من أجل حل ملف الأساتذة
يبدو ان الحكومة مستمرة في تعنتها في عدم تقديم حلول إلى الآن رغم مرور خمسة أسابيع على توقف الدراسة بمعظم المؤسسات التعليمية.
و يظهر جليا أن تسريب وثيقة الاقتطاع من الأجور دليل واضح أن الحكومة تعي جيدا ان مس الجانب المادي يمكن أن يكون سببا في عودة العديد من الاساتذة إلى الأقسام، هذا اعتراف ضمني أن أجرة الأستاذ ما هي إلا فتات يجعلهم فقط على قيد الحياة.
و هذا التماطل في تقديم حلول واضحة يدل على أن الحكومة تلعب على الوتر الحساس و على ربح المزيد من الوقت لزرع اليأس في نفوس ضعاف القلوب و إيصالهم فكرة أن المطالب لن تتم الاستجابة لها، وهذا ما اراد وهبي أن يوصله عبر تهديداته التي أدلى بها في تصريحاته الأخيرة.
ويبدو كذلك ان الأساتذة سيستمرون في الاضرابات إلى حين تحقيق مطالبهم و على رأسها سحب النظام الأساسي و الزيادة في الأجور و حل الملفات العالقة لجميع الفئات. و رفع الأساتذة في مسيراتهم الاحتجاجية شعارات تدل على أن الاقتطاع من الأجرة لن يثنيهم عن استمرار النضال حتى تحقيق المطالب. و ما النظام الأساسي إلا النقطة التي أفاضت الكأس و ان المشاكل و الوضعية المزرية التي يعيشها الأساتذة كانت تدعو إلى القلق و في السابق هناك دعوات إلى الوحدة دون استجابة تذكر. و كان بنموسى سببا في توحيد الصفوف و رصها و جعل الأستاذة يتحدون من أجل المطالبة بالحقوق و المساواة مع جميع الفئات التي تستفيد من امتيازات كبيرة و ترقيات مهمة و أجور معقولة.
لا يختلف اثنان على ان مطالب الأساتذة معقولة و ان الحكومة تسعى بجميع طرقها لز رع اليأس و تشتيت الوحدة، بعد التهديدات و التصريحات المحرضة ضدهم، إلا ان الأساتذة أبانوا عن الصمود، و لم تفصلهم عن الحلول إلى مسألة الوقت و امتحان الاقتطاع من الأجور بكونه الورقة الأخيرة للوزارة التي تخشى من انضمام الآباء إلى معركة الأساتذة بكون أبنائهم ضائعين.
و بالتالي فإن تجاوز مرحلة الاقتطاع من الأجور و عدم المبالاة بهذه الخطوة ستكون الحكومة قد استنفذت جميع الأوراق و ستضطر لتقديم حلول من أجل ضمان عودة الدراسة و عودة الابناء إلى الأقسام.